السؤال: فتوى رشوة لجنة مناقشة رسالة ماجستير. طالب ماجستير مقبل على مناقشة رسالته.
فيقوم بحجز مطعم كامل للأساتذة الذين سيقومون بمناقشة رسالته، ويخبرهم مقدما أنهم مدعوون إلى المطعم الفلاني بعد انتهاء المناقشة.
لكنه لا يصرح لهم بأنهم إن منحوه تقييما عاليا فإنهم مدعوون وإن لم يفعلوا فليسوا مدعوين.
لا هو ولا هم يصرحون بذلك لكن هذا مفهوم عرفا. يقول إن كل الطلاب يفعلون ذلك وإن هذا أصبح عرفا. وهذه الدعوة للوليمة تكلف مليون دينار عراقي، وهذا مبلغ كبير يعادل 3 إلى 4 أضعاف الدخل الشهري لعموم الناس.
الطالب الذي لا يفعل ذلك يتعرض لانتقادات ويُتهم بالبخل، ويتوقع أن يغضب منه الأساتذة ولا يمنحوه تقييما جيدا بحجة أن هذه إهانة لهم بخلاف من يفعل ذلك. السؤال: هل هذا الطالب راشي؟ وهل هؤلاء الأساتذة مرتشون؟
علما أن هذا يحصل مع جميع الطلاب على حد علمي ولم يعد أحد يستحيي منه والله المستعان؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام الأمر كما وصفت من كون الحامل على تلك الدعوة هي الطمع في محاباة الأساتذة ليعطوا صاحب الوليمة تقديرا جيدا، فهي رشوة محرمة، وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في الزجر عن الرشوة حيث قال: " لعنة الله على الراشي والمرتشي" كما في المسند والسنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ولا يشترط لتكون رشوة أن يتفق مع المناقشين إن هم أعطوه تقديرا جيدا فهم مدعون وإلا فليسوا مدعوين، بل يكفي دعوتهم لهذا الغرض وما يعلم من حالهم في ذلك، وهذه العادة على النحو الذي وصفت مما ينبغي محاربتها وتغييرها لكونها سببا في المحاباة بالباطل.
فتقييم الرسائل العلمية لا يجوز أن يؤثر فيه مثل هذا، كما أن فيها ظلما للطلاب وتكليفهم ما لا طاقة لهم به، فليس كل طالب يقدر على ذلك ولو لم يفعله سيعير ويوصف بالبخل.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب